كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال الآخرون: {من} راجعة إلى المقتول في قوله: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا} يعني أن المقتول [منصور] في الدنيا بالقصاص وفي الآخرة [بالتوبة] وهو قول مجاهد.
{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم} إلى قوله: {مَسْؤُولًا} عنه، وقيل معناه: كان مظلومًا {وَأَوْفُوا الكيل إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بالقسطاس المستقيم}.
قرأ أهل الكوفة: القِسطاس بكسر القاف.
الباقون: بفتحه وهو الميزان مثل القرطاس، والقسطاس معناه الميزان صغيرًا كان أو كبيرًا.
مجاهد: هو العدل بالرومية. وقال الحسن: هو القبان.
{ذلك خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} أي عاقبة.
قال الحسن: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقدر رجل على حرام ثمّ يدعه ليس لديه إلا مخافة الله إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ماهو خير له من ذلك».
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.
قال قتادة: لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمعه وعلمت ولم تعلمه وهذه رواية علي عن ابن عبّاس.
قال مجاهد: ولا ترم أحدًا بما ليس لك به علم، وهي رواية عطية عن ابن عبّاس.
وقال ابن الحنفية: هو شهادة الزور.
قال [القتيبي]: لا تتبع الحدس والظنون، وكلها متقاربة، وأصل القفو البهت والقذف بالباطل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا».
وقال النابغة:
ومثل الدمى شم العرانين ساكن ** بهن الحياء لا يشعن التقافيا

وقال الكميت:
فلا أرمي البرىء بغير ذنب ** ولا أقفوا الحواصين أن [قفينا]

وقال [القتيبي]: فهو مأخوذ من القفاء كأنه يقفوا الأمور ويكون في أقفائها يعقبها [ويتتبعها] ويتعرفها. يقال: قفوت أثره على وزن دعوت والنهي منه لا يقف، كقولك: لا تدع.
وحكى الفراء عن بعضهم: أن أصله من القيافة، وهو اتباع الأثر وإذا كان كذلك وجب أن يكون [ولا تقف] بضم القاف وسكون الفاء مثل: ولا تقل، قال: والعرب تقول: قفوت أثرها وقفت مثل قولهم: قاع الجمل الناقة إذا ركبها وقعا، وعاث وعاثا واعتام واعتمى واحتاج ماله واحتجا.
قال الشاعر:
ولو إني رميتك من قريب ** لعاقك من دعاء الذئب عاق

أي عانق.
{إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك} أي كل هذه الجوارح والأعضاء ما يقل تلك.
كقول الشاعر، وهو جرير:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى ** والعيش بعد أولئك الأيام

ويجوز أن يكون راجع إلى أصحابها وأربابها.
{وَلاَ تَمْشِ فِي الأرض مَرَحًا} بطرًا وفخرًا وخيلاء، وهو تفسير المشي لا نعته فإن ذلك أخرجه على المصدر {إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأرض} أي لن تقطعها بكعبيك حتّى تبلغ آخرها، يقال فلان أخرق الأرض من فلان إذا كان أكثر سفرًا وعزة.
وقال رؤبة:
وقائم [الأعماق] خاوي المخترق

أي المقطع {وَلَن تَبْلُغَ الجبال طُولًا} أي [لن تساويها بطولك ولا تطاولك] وأخبر أن صاحبه لاينال به شيئًا [......] عنه غيره {كُلُّ ذلك كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}.
قرأ الحسن ويحيى بن يعمر وابن عمر وأهل الكوفة: سيئة على الاضافة، بمعنى كل هذا الذي ذكرنا من قوله: {وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ}.
[كان سيئة] أي سيء بما ذكرنا ووعدنا عليك عند ربك مكروها، قالوا: لأن فيما ذكره الله من قوله: {وقضى رَبُّكَ} إلى هذا الموضع أمورًا مأمورات بها ومنهيات عنها، واختار أبو عبيد هذه القراءة لما ذكرنا من المعنى، ولأن في قراءة أُبي حجة لها، وهي ماروى أبو عبيد عن حجاج عن هارون في قراءة [أُبي بن كعب] {كان سيئاته} قال: فهذه تكون باضافة سيئة منونّة منصوبة، بمعنى كل ذلك الذي ذكرنا ووعدنا من قوله: {وَلاَ تقتلوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} إلى هذا الموضع كان سيئة لا حسنة في فجعلوا {كلا} محيطًا بالمنهي عنه دون غيره.
فإن قيل: هلا جعلت مكروهًا خبر ثان، قلنا: في الكلام تقديم وتأخير تقديره: كل ذلك كان مكروهًا سيئة، وقيل هو فعل [......] كالبدل لا على الصفة، مجازة: كل ذلك كان سيئة وكان مكروهًا.
وقال أهل الكوفة: رجع إلى المعنى، لأن السيئة الذنب وهو [غير حقيقي] {ذَلِكَ} الذي ذكرنا [ووعدنا] {مِمَّآ أوحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الحكمة} إلى قوله: {مَّدْحُورًا} مطرودًا مبعدًا من كل نصير والمراد به غيره.
قال الكلبي: [الثمان عشرة] آية كانت في ألواح موسى وهي عشر آيات في التوراة.
{أَفَأَصْفَاكُمْ} اختاركم واختصكم {رَبُّكُم بالبنين واتخذ مِنَ الملائكة إِنَاثًا} بنات {إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا} يخاطب مشركي العرب حيث قالوا: الملائكة بنات الله.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} قرأه العامّة: بالتشديد على التكثير.
وقرأ الحسن: صرفنا بالتخفيف.
{فِي هذا القرآن} يعني العبر والحكم والأمثال والأحكام والحجج والأعلام.
سمعت أبا القاسم الحسين يقول: بحضره الإمام أبي الطيب لقوله تعالى: {صَرَّفْنَا} معنيان أحدهما: لم يجعله نوعًا واحدًا، بل وعدًا ووعيدًا وأمرًا ونهيًا ومحكمًا ومتشابهًا وناسخًا ومنسوخًا وأخبارًا وأمثالًا، مثل تصريف الرياح من صبا ودبور وجنوب وشمال، وتصريف الأفعال من الماضي إلى المستقبل ومن الفاعل إلى المفعول ونحوها.
والثاني: لم ينزله مرة واحدة بل [نجومًا] مثل قوله: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} ومعناه أكثرنا صرف جبرئيل اليك.
{لِيَذَّكَّرُواْ}. قرأ يحيى والأعمش وحمزة والكسائي: {لِيَذَّكَّرُواْ} مخففًا.
وقرأ الباقون: بالتشديد واختيار أبو عبيد أي ليتذكروا {وَمَا يَزِيدُهُمْ} أي التصريف والتذكير {إِلاَّ نُفُورًا} ذهابًا وتباعدًا عن الحق {قُلْ} يا محمّد لهؤلاء المشركين {لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ}.
قرأ ابن كثير وحفص: يقولون بالياء. الباقون: بالتاء.
{إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ} لطلبوا يعني الآلهة القربة {إلى ذِي العرش سَبِيلًا} فالتمست الزلفة عنده.
قال قتادة: يقول لو كان [الأمر] كما يقولون إذا لعرفوا الله فضله ومقربته عليهم، فامضوا ما يقربهم إليه.
وقال الآخرون: إذا لطلبوا مع الله منازعة وقتالًا، كفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض، ثم نزه نفسه، فقال {سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يَقُولُونَ}.
الأعمش وحمزة والكسائي، وإختاره أبو عبيد عنهم بالتاء {عُلُوًّا كَبِيرًا} ولم يقل تعاليًا كقوله: وجعل إليه {سبيلًا}.
{تُسَبِّحُ لَهُ السماوات السبع والأرض وَمَن فِيهِنَّ} قرأ الحسن: وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وحفص: بالتاء، غيرهم: يسبح بالياء وإختاره أبو عبيد وهو التأنيث ومعنى التسبيح التنزيه والطاعة والالتزام بالربوبية وكونها دالة على وجوده وتوحيده.
{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}.
قال ابن عبّاس: وإن من شيء حي.
وقال الحسن والضحاك: يعني كل شيء فيه الروح.
قال قتادة: يعني الحيوانات والنباتات.
قال عكرمة: الشجرة تسبح والإسطوانة لا تسبح.
قال أبو الخطاب: كنا مع يزيد الرقاشي ومعه الحسن في فقدموا الخوان فقال يزيد الرقاشي يا أبا سعيد يسبح هذا الخوان؟ فقال كان يسبح مرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما سبحت عصا إلا ترك التسبيح».
وقال إبراهيم: الطعام يسبح.
وروى موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟ إن نوحًا قال لابنه: يا بني آمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيحهم وبها يرزق الخلق».
قال الله {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}.
قال وهب: إن [..........] إلا وقد كان يسبح لله ثلثمائة سنة.
وروى عبد الله بن [..........] عن المقداد بن معد يكرب قال: إن التراب يسبح مالم يبتل فإذا ابتل ترك التسبيح، وإن الجوزة لتسبح مالم ترفع من موضعها، فإذا رفعت ترك التسبيح، وإن الورق يسبح مادام على الشجرة، فإذا سقط ترك التسبيح وإن الماء ليسبح مادام ماءًا فإذا [تغير] ترك التسبيح، وإن الثوب يسبح مادام جديدًا فإذا وسخ ترك التسبيح، وإن الوحش إذا صاحت سبحت فإذا سكتت تركت التسبيح، وإن الثوب [الخلق] لينادى في أول النهار: اللهُمَّ إغفر لمن [......
وروى أبو عتبة عن ثابت البنائي عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفًا من حصى فسبحن في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى سمعنا التسبيح، ثمّ صبّهن في يد أبي بكر حتّى سمعنا التسبيح ثمّ صبهن في عمر حتّى سمعنا التسبيح، ثمّ صبّهن في يد عثمان حتّى سمعنا التسبيح، ثم صبّهن في أيدينا فما سبحت في أيدينا.
وعن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: مرض النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبرئيل بطبق فيها رمان وعنب فتناول النبي صلى الله عليه وسلم فسبح، ثمّ دخل الحسن والحسين فتناولا فسبح العنب والرمان، ثمّ دخل عليّ فتناول منه فسبح أيضًا، ثمّ دخل رجل من أصحابه فتناول فلم يسبح، فقال جبرئيل: «إنما يأكل هذا نبي أو وصي أو ولد نبي».
{ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} يعني لا تعلمون تسبيح ماعدا من تسبيح بلغاتكم وألسنتكم {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا * وَإِذَا قَرَأْتَ القرآن} يا محمّد [على] المشركين {جَعَلْنَا بَيْنَكَ} بينهم حجابًا يحجب قلوبهم عن فهمه والانتفاع به.
قتادة: هو حجاب مستور، والمستور يعني الساتر كقوله: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: 61] الآية مفعول بمعنى فاعل.
وقيل: معناه مستورًا عن أعين الناس فلا يرونه. وفسّره بعض المفسرين: بالكتاب عن الأعين الظاهرة [فلا يرونه ولا يخلصون] إلى أدلته.
عطاء عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله لو تنحيت عنها لئلا تسمعك ما يؤذيك، فإنها امرأة بذيئة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه سيحال بيني وبينها» فلم تره فقالت لأبي بكر: يا أبا بكر هجاني صاحبك قال: والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله. فقالت: وإنك لمصدقه فاندفعت راجعة. قال أبو بكر: يارسول الله أما رأتك؟ قال: «لا مازال ملك بيني وبينها يسترني حتى ذهبت».
وروى الكلبي عن رجل من أهل الشام عن كعب في هذه الآية قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستتر من المشركين بثلاث آيات: الآية التي في الكهف {جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الكهف: 57] والآية التي في النحل {أولئك الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ...} إلى قوله: {هُمُ الغافلون} [النحل: 108]. والآية التي في الجاثية {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ...} [الجاثية: 23] إلى قوله: {غِشَاوَةً} فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأهن يستتر من المشركين.
قال كعب: فحدثت بهن رجلًا من أهل الشام فمكث فيهم ما شاء الله أن يمكث ثمّ قرأ بهنّ فخرج هاربًا وخرجوا في طلبه حتّى كانوا يكونون على طريقه ولا يبصرونه.
قال الكلبي: حدثت به رجلًا بالري فأُسر بالديلم فمكث فيهم ماشاء الله أن يمكث ثمّ قرأهنّ وخرج هاربًا وخرجوا في طلبه حتّى جعل ثيابهم لتلتمس ثيابه فما يبصرونه.
{وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ} يقول: وإذا قلت: لا إله إلاّ الله في القرآن وحده وأنت تتلوه {وَلَّوْاْ على أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} كارهين له معرضين عنها.
حدثنا أبو الجوزاء عن ابن عبّاس في قوله: {وَلَّوْاْ على أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} قال: هم الشياطين والنفور جمع نافر مثل قاعد وقعود وجالس وجلوس، وجائز أن يكون مصدرًا أُخرج على غير لفظه إذا كان قوله: {وَلَّوْاْ} بمعنى نفروا، فيكون معناه نفورًا.
{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} لن يقرأ القرآن {وَإِذْ هُمْ نجوى} متناجون في أمرك، بعضهم يقول: هو مجنون، وبعضهم يقول: هو كاهن، وبعضهم: ساحر، وبعضهم: شاعر {إِذْ يَقُولُ الظالمون} بمعنى الوليد بن المغيرة وأصحابه حين رجع إليه كفار مكة من أمر محمّد وشاوروه فقال {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلًا مَّسْحُورًا} مطبوبًا، وقيل: مخدوعًا، وقال أبو عبيدة: [مسحورًا] يعني رجلًا له سحر يأكل ويشرب مثلكم والسحر الرئة يقول العرب للجبان: قد سحره ولكل من أكل وشرب من آدمي وغيره مسحور ومسحر.
قال الشاعر امرىء القيس:
أرانا موضعين لأمر غيب ** ونسحر بالطعام وبالشراب

أي: نغذي ونعلل.
{انظر كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمثال} شبّهوا ذلك الأشباه.
فقالوا: شاعر وساحر وكاهن ومجنون {فَضَلُّواْ} فجالوا وجاروا {فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلًا} مخرجًا ولا يهتدون إلى طريق الحق.
{وقالوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا} بعد الموت {وَرُفَاتًا}.
قال ابن عبّاس: غبارًا.
قال مجاهد: ترابًا، والرفات ما تكسر وبلا من كل شيء، كالفتات والحطام والرضاض.
{أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا}. اهـ.